جامعة البصرة صرح معرفي لم يستنفذ قدرته في التواصل بإنتاج العلم والمعرفة والعطاء الثقافي ، بل هي رافد يتحرك من بؤرة التغيير والبناء واليوم رغم ما يحدث من هجوم بربري على هذه المؤسسة التي تعد ركيزة في بناء الانسان والمجتمع , الا أن رجالات الجامعة رموز العلم يسيرون بخطوات واثقة لكشف الحقيقة واعطاء استمرارية واثقة لهذا الوطن صاحب التراث والتاريخ الذي تمتد جذوره في عمق الدنيا . وما تأسس المركز الثقافي في جامعة البصرة عام 1973 الا اثبات لهذا الدور المتميز ، انه دور ينبثق من قاعات الدرس العلمية والمعرفية لنشر وجدانه وانتاجه الى المجتمع ويحقق بذلك علاقة الجامعة في ايجاد حراك ثقافي رصين يعتمد على زحزحة التقليدي وابداله بالمبتكر . هذا المركز هو الاشعاع الذي توالت عقول من الاساتذة على ادارته وقدمت جل جهودها لارساء ثقافة انسانية مجتمعية جامعية لخدمة فعل البناء والتنمية الوطنية من خلال مجموعة متنوعة من النشاطات الثقافية ، لابد ان يعود له النور مرة اخرى ليساهم في بناء الانسان الذي نحن في هذا الزمن الصعب بأمس الحاجة الى انتمائه للوطن .. فالثقافة قادرة على أن تجمعنا ، قادرة على خلق الأمل بالحياة في دواخلنا ،قادرة أن تسحق كل الجرائم وتبني في الوجدان السلام ، هكذا ننظر الى فعل الثقافة .. والجامعة بمركزها الثقافي تستطيع ان تحمل هذا اللواء لتنشر العلم والمعرفة والادب والتراث الى ساحات ابعد ، انها البصرة مدينة العشق والجمال ، ساحرة الدنيا بنخيلها وشطها وعلمائها وبجامعاتها الغراء ، البصرة اليوم ومن خلال المركز الثقافي للجامعة تتعهد بأن تبلور نشاطات ثقافية استثنائية تنطلق من دوائر المدينة الى دائرة الوطن الاكبر وصولاً الى نشر معرفتها الى العالم .. وبهذا الدور ستكون الجامعة نبراساً حقيقياً فاعلاً في بناء المجتمع .. انه حلم لابد ان يرى النور يوماً ما بجهود العاملين من ابناء الجامعة في هذا المركز الثقافي المهيب .